رنا غبن تكتب من يطرق الباب

عندما يطرق بابك زائراً غريب لا تعرفه، قد  تتردد لبعض الوقت قبل أن تسمح بدخوله ويرجع ذلك لاختلاف طبائع البشر بالطبع ولكن الثابت، أنك إذا سمحت له بدخول بيتك إذا قد آمنته ووثقت به على بيتك وما فيه من أشياء وأشخاص.
القلب مثل ذلك المنزل !  
تجده مُغلق على ما بداخله، يحميه من شرور البشر، من الآلم والمشقة التى قد يُقابلها فى إجتياز الأشرار. فإذا طرق قلبك شخصاً ما، قد لا تفتح له ذلك الباب فى سرعة. تظل تترقب وتنتظر حتى تستطيع أن تسمح بدخوله ! 
فمجرد السماح له بالدخول فقد آمنت ووثقت بهذا الشخص لتجعله قريباً من روحك وبداخل قلبك. لهذا نتألم مع خيبة الامل ورؤيتنا لأشياء لم نكن نتوقعها او نراها فى البداية ! ولهذا يتريث البعض منا أكثر من اللازم فى بعض الأوقات ولا يستطع الإقدام على تلك الخطوة بسهولة او فى سرعة.. خطوة الثقة فى شخص آخر، لا يعرفه قلبك ! 
فالثقة بالنفس أولا وهى إيمانك بقدراتك وإمكانياتك وأهدافك وإيضاً قراراتك، أى إيمانك بذاتك وإذا تواجد ذلك، ياتى بعدها الثقة بالغير والتى تمنحها أنت لمن أمامك على حسب إرتياحك النفسى وتقبلك له.
وفى علم النفس أو الاجتماع تكون درجة ثقة الشخص فى الاخر هى معيار إيمانه وتصديقه لأمانة الشخص الآخر. بناء على معظم الابحاث الحديثة فإن فشل وإنهيار أى ثقة من الممكن أن يتم مُسامحته بسهوله إذا كان الفشل ناتجاً عن ضعف فى القدرة وليس قله فى الامانة أو الصدق. ومن هذا المنطلق فإن الثقة حالة عقلية، لا يمكن قياسها مباشرة .
فإذا  وثقت يوماً بشخص طرق باب قلبك ووافقت على دخوله، فأعلم أن روحك من أتخذت ذلك القرار. أعلم أنك علمت مدى أمانته وصدقه وآمنت بهم ولذلك هو الآن فى مكان ومكانه مختلفة.. 
هو الآن بداخل قلبك اى مكانك الآمن !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *