مها متبولى تكتب : سيمفونية “أنغام” على مسرح “ألبرت هول

 

عادت “أنغام “إلى الغناء لتنعش الطرب العربي الأصيل وتتألق بصوتها الشجي واحساسها الجميل ، امتعتنا بصوتها الساحر لمدة ساعتين ونصف متواصلة، في حفل مبهر على مسرح “ألبرت هول” في “لندن” وسط حفاوة بالغة وتصفيق حار وشغف جماهيري شديد.
نظمت الحفل شركة “لايف نيشن” وقد تدخل تركي ال الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية لنقل الحفل علي الهواء مباشرة في قناة “ام بي سي”.
بدأت “أنغام” الحفل بأغنية “كل ما نقرب لبعض” حيث الكلمات الرقيقة والاحساس العالي والشعور المرهف وتميزت بادائها الغنائي السلس والتعبير عن روح الاغاني بطريقة تلمس شغاف القلب.
و غنت المطربة “سيبتلي قلبي” واظهرت براعتها في أداء الاغاني الرومانسية والدرامية مما يجعلني أقول أن صوتها هو الصوت الوحيد الذي يفهم مشاعرنا الداخلية ويصفها ويترجمها بشكل دقيق.
وتوجت ذلك بعدد من الاغاني ذات القيمة الفنية العالية ومنها أغنية “اكتبلك تعهد ” كلمات بهاء الدين محمد حيث يصل فيها إلى قمة الإبداع الدرامي مازجا المشاعر بالحزن والرفض.
كما غنت للشاعر نادر عبدالله ثلاث أغان ، وهي وقد غنت أنغام من كلماته في هذا الحفل “لوحة باهتة وايه الأخبار وياريتك فاهمني” حيث يعبر عن الحالة النفسية بأسلوب متميز ورؤية صادقة وكلمات رقيقة تترك أغانيه بصمة لدى الجمهور.

كما غنت أيضا ” ما جبش سيرتي” فعبرت عن مشاعر المرأة التي تعيش معذبة بمشاعرها وذكرياتها وتناغمت مع الكلمات والموسيقى لتصل بنا الى المفهوم السامي للغناء وتحلق بأروحنا في السماء .
ومن وجهة نظري أن أنغام في هذا الحفل المهيب قد وصلت الى قمة نضجها الفني ، فقد غنى الجمهور معها كلمة بكلمة وبادلها حبا بحب ، و تفاعلت معه و”تسلطنت” مع جمال الموسيقى وروعة الألحان مبرزة شياكتها وتألقها .
لكن اللافت في الحفل هو التوزيع الموسيقي وخاصة الاغاني التي قام بتوزيعها المبدع طارق مدكور فهو يقدم ايقاعات موسيقية مختلفة وجديدة وحديثة، ويدمج فيها آلات موسيقية غير تقليدية باسلوب خلاق يسهم في اثراء الأعمال الغنائية ويعمل على تميزها وقد غنت أنغام من توزيعه في الحفل اغاني “لوحة باهتة” و كل ما نقرب لبعض وهو أنت مين”.
وقدمت الفنانة في الحفل أغاني أخرى كثيرة قديمة وجديدة كان أبرزها و”بنعمل حاجات ” وحرصت على أن تظهر تنوع اختياراتها وقدرتها على التجديد .
لكن الأهم من ذلك كله هو أن انغام تجيد الموازنة بين رغبتها في تطوير فنها وبين الحفاظ على شخصيتها الغنائية ، لذلك تمكنت من حماية عرش الاغنية من السقوط ودعمتها بالصدق الفني العميق.

كما ابدعت الفرقة الموسيقية وقدمت مع المايسترو هاني فرحات سيمفونية كاملة، بأنغام موسيقية حقيقية ساحرة تشهد للعازفين فكل واحد منهم ارتفع بجهده ليصلوا جميعا إلى روعة النغم في مهارة وتناسق بديع .
لكن ما حرك مشاعري وجعلني اشعر بالزهو هو اعتزاز “أنغام” بمصريتها وترابها الوطني النبيل.
وقد عرفت أن السفارة المصرية في لندن سخرت كل الامكانات لانجاح الحفل ، وتدخل السفير بنفسه لتسهيل استخراج تأشيرات العازفين .
وقد ألقت أنغام كلمة مؤثرة في الحفل بعيون مبللة بالدموع ، وقالت فيها إنها ابنة أكاديمية الفنون المصرية رافعة شعار “تحيا مصر ” وموجهة التحية لابناء بلدها و لكل من ساندها حتى استعادت صحتها وعادت إلى زمن الغناء الجميل فصارت رمزا للصمود والثبات والقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *