رنا غبن تكتب عن سيرك الحياه

جالت بنظرها فى حركة سريعة شملت المكان بأكمله، أشياء كثيرة حولها وأشخاص يختلفون فى أشكالهم وطباعهم يتحركون فى المكان.
حركتهم سريعة ويؤدون أدوارهم ومهارة، كل منهم يتخذ مساحة من المكان ويعمل بها، يتزينون بمختلف الملابس الملونة والتى تبهر العين عند رؤيتها لأول مرة.
تجعلك تنظر إليهم وتتمعن فى أشكالهم، ثم تنتبه لما يفعلونه من حركات تُظهر مهاراتهم التى اتقنوها وتدربوا عليها كثيراً..

تجد نفسك تنبهر هنا وعندما تلتفت الى منطقة اخرى قد يزيد انبهارك وتحتار فى اى اتجاة يجب أن تجلس وتكمل ما تراه. لم اكن اعلم اين انا، فتشتت ذهنى بكل تلك الحركات والكلمات التى اسمعها واراها، بذلك العالم الملئ بكل جديد ولم اكن اعلم اين انا..
فانتابنى القلق لبرهة من الوقت.. لم أكن أدرى كيف اتعامل مع كل ذلك الاختلاف حولى .. ووسط ذلك التفكير المرتبك.. قررت فى لحظة اننى سأجلس.
فأخترت بقعة تحتوى على كراسى مصفوفه بشكل دائرى. وقررت الجلوس بها، وفور جلوسى على ذلك الكرسى عادت لى نفسى مرة أخرى.
فنظرت من جديد ووجدت نفسى أجلس بداخل سيرك، نعم سيرك كبير وكل من حولى يؤدى فقرته التى تدرب عليها جيداً. علمت من أنا واين اكون، مع اتخاذى قرار الجلوس لبرهه قبل الذهاب فى اى اتجاه لا اعلمه !
الحياة مثل ذلك السيرك، تجدها مليئه بكل أشكال وأنواع البشر.
يختلفون عن ما تربيت عليه ووجدته فى حياتك وتختلف تجاربهم فى الحياة، فكل منهم مر بشئ مختلف وتختلف تفاصيله مما ادى الى تكوين جزء من شخصيته الحالية. قد تجدهم، يحاولوا جذبك اليهم، الى طباعهم وردود افعالهم. يحاولوا ابهارك وتغير رأيك فى الحياة، ولكن انت فقط القادر على مواجهه كل ذلك. مواجهه حياتك والثبات على ما تؤمن به. انت فقط القادر على الدخول الى السيرك والخروج منه كما أنت !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *