كتبت دكتوره سلوى محمد علي نريدها

 

إنتهي عمل فريق الحكومة السابقة بتقديم إستقالتها ..و سيبدأ فريق جديد في تولي الحقائب الوزارية المتعددة والمختلفة للملفات الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية تساند القيادة السياسية في تحقيق حلمها فينا .

و هنا يطرح السؤال نفسه .. ماذا نريد من حكومتنا القادمة التي ستتولى هذه المسئولية ؟ ..لقد تشعبت وتطورت أزماتنا وأنشطر الهرم الطبقي بلا هوادة ، وأصبح بلا درجات فأصبحت هناك نقطة في العنان وليس يساندها أية قواعد أو تدرجات إلا بالنزول المدوي إلي أسفل ، ونجد أنها قد ضغطت ودكت كل الدرجات وتراكمت فوق بعضها بلا مساحات أمان ولكن ذلك زاد من تماسك بعضها ببعض لتصبح طبقة يري الجميع كل من فيها في نظرة شمولية فرضت أن يحتمي كل منهم بالآخر .

ماذا نريد من الحكومة القادمة ؟ نريد منها الكثير .. نريد فتح التعيينات في الوزارات و الهيئات للجيل الحالي الحائرة هويته و لم يجني حتي الآن ثمار تعليمه ، ولم يستشعر حتي الآن بولاية ورعاية الدولة الحانية له .

نريد أن تفتح الدولة أذرعها لباب رحمة وهو المعاش المبكر بكامل الحقوق لإفساح الفرصة لتعيين شباب جديد في أن يجدوا هويتهم وطريقهم والعمل بجدية مثلما فعل أباءهم و بذلوا وكدوا و تعبوا في بناء أسرة شاركت في تكوين وبناء النسيج المجتمعي .

نريد منها .. أن تلغي قانون مد الخدمة الي ما بعد الستين .. فهناك تعارض واضح بين تفعيل نظام المعاش المبكر وزيادة سنوات العمل الحكومي بلاجدوي سوي الانتظار وتعطيل و تأجيل حقوق الأجيال القادمة .

نريد منها .. مثلما إهتمت بالعمران والتشييد للمباني وتعمير الصحراء ، أن تهتم ببناء الإنسان وتلبية إحتياجاته المادية والاجتماعية والترفيهية و النفسية بتخطيط مسبق متكامل وليس عشوائي .

نريد منها .. أن تلغي الضرائب الغير محتملة مثل الضريبة العقارية عن السكن وتفعيل الحق الدستوري في أن يكون سكن محمي و آمن ومعفي تماما من كل أي تربص ، مهما إرتفع ثمنه .. فيكفي تثمين قيمته في تحقيق الأمان .

نريد منها .. أن تحكم غليان الأسعار الملتهبة في السلع الأساسية والخدمات من كهرباء و بترول و غاز والسيارات وأن تبدأ بمشاريع عملاقة في تربية الماشية و الطيور لظبط والتحكم في الأداء السعري للإحتياجات اليومية للمواطن .

نريد منها .. أن تحكم قبضتها علي شركات المحمول والإتصالات بالرقابة وتفعيل دور الدولة في ألا يتلاعب مقدمي الخدمات في الكم والكيف ،و أن تمنح رخص جديدة لإحدات التنافسية الملزمة للشركات لتقديم خدمات حقيقية بأسعار مقبولة .

نريد منها .. أن نري النماذج المضيئة ذات الكفاءة في كل مجال هي من تتصدر القائمة المختارة لكي نشعر بأن الأمور تتوازن – و نعطي العيش لخبازه – مثلما يشير المثل الشعبي .

نريد منها .. الإهتمام بجودة أداء الخدمات الصحية وتنفيذ مشروع التأمين الشامل لكل مواطن شريطة أن يحق له العلاج في أي مكان ، وزيادة عدد المستشفيات التخصصية و المتكاملة وبناء مصانع للمستلزمات الطبية وتصنيع الدواء أي أن تكون لنا السيطرة الكاملة علي كل مراحل العلاج .

نريد منها .. الكثير و الكثير فقد أصبحت حكومتنا رقمية و ممنهجة وممغنطة و ذكية بالقدر الكافي مهيأة للعمل الجاد الذي سيخرجنا من عنق الزجاجة الذي دام سنوات العجاف .

نعلم أننا أمام تحديات مخيفة و نعلم أيضا أنه لدينا ملفات كبيرة و كثيرة و أهمها وأصعبها في المطلق الملف الأمني و الحدودي ويعقبه مباشرة أو بالتوازي إذ امكن الملف الإقتصادي والجدية في إبتكار الحلول في توفير المتطلبات مع كل يوم جديد ، نريد من الحكومة الجديدة أن تعيش همومنا و تخلصنا منها و أن تصدق إحلامنا لننطلق الي الحياة الجديدة برؤية حقيقية لمستقبل واعد غير نمطي للجمهورية الجديدة.

كاتبة المقال .. مدير موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *