كلما اِشتَدَّ الحبل إلى الأسفل تُحلق الطائرة فى طبقات السحاب العالية .. ثم نُطلق العنان لذلك الحبل المشدود فتبدأ فى الارْتِفَاعُ إلى الأعلى أكثر…
ذلك الشعور بالبهجة والأمل الذى يسلب عقلك وأنت تحاول السيطرة على تلك الطائرة المحلقة فى السماء .. تستمتع بكل لحظة وأنت فقط تنظر إليها ..
ذلك الحبل الذى كلما أشتد بنا أكثر للأسفل كَبرت معه أحلامنا وطموحاتنا.. ننظر إلى الأعلى فى وسط الضيق ونحاول السيطرة على حياتنا من جديد .. نحاول تَوجيهُهَا كتلك الطائرة التى تُحلق فى السماء.. نُفكر كيف سنجعلها تظل أكبر وقت فى طيات السحب ولا تبدأ فى النزول إلينا
سُحب بيضاء اللون وسط زرقة السماء يظهر أمامها لون زهرى فاتح يرفرف يميناً ويساراً .. تقف مشدوداً لذلك المنظر الذى يبهر عينيك .. لا تقوي على الالْتِفَافُ .. تستمتع بذلك المشهد لتداخل الألوان مع تحليق الطائرة وأنت تقف تحاول السيطرة عليها حتى لا تهوى إلى الأرض
نتساءل ونحن أطفال عن كيفية طيران تلك الطائرة ونُحب مجرد فكرة النظر إليها فى السماء وهى مُحلقة ترفرف فى الهواء .. من منا لم يتعلم كيف يُطير تلك الطائرة وفشل فى بادىء الأمر
ولكن يوجد بيننا من ترك المحاولة بيديه ومن ثَابر على تكرار تلك المحاولات البائسة لتحليق الطائرة فى السماء أكبر وقت ممكن
نهتز فى الهواء يميناً ويساراً مثلها .. نجد من يحاول السيطرة علينا .. ليس بالضرورة أشخاص , من الممكن أن تكون ضغوطات الحياة .. نحاول دائماً الوصول إلى القمة .. نأمل إلى الأعلى .. إلى طيات السحاب .. نُريد تلك البهجة التى نراها عند النظر من أسفل .
هل صادفت ذلك اليوم الذى أحسست بالإرهاق من فكرة وجودك ؟؟؟
أعتقد أن فكرة ” الإستسلام ” فى حد ذاتها هى بداية الفشل!! بداية هبوط حياتك بتلك السرعة التى تهوى بها الطائرة الورقية إلى الأرض
تلك الكلمة تحتوى على معانى كثيرة تصل بك إلى طريق مُظلم كالنفق الذى تدخله وأنت تعلم نهايتة ولكن لا تراه جيداً .
شعور يذهب ويأتى عند كل شخص لا ينظر إلى أعلى .. إلى السحاب . إلى الله
لا أعلم إذا كان هناك من يشعر بذلك الشعور الذى يغمرنى عند النظر إلى السماء وقت الضيق ولكنى أعلم أنه يمحى أى شعور بالغضب , الحزن أو الإستسلام لتلك الحالة البائسة
تنظر إلى السماء ويبدأ يُسيطر عليك بعد مرور بعض الوقت الهدوء, ثم الصفاء الداخلى يحاوطك .. رويداً رويداً تصل إلى تلك النقطة وهى شعورك بالبهجة ورفض إستسلامك لأى حالة تسيطر عليك وتشدك إلى أسفل حتى تصل إلى الأرض
أجعل من نفسك طائرة ورقية كلما أشتد بك الحبل إلى أسفل تُكمل أنت طريقك إلى أعلى
بين طيات السحاب